جلسة زوجية حوارية تحقق مصالحة أبدية

الخلافات الزوجية « ملح الحياة » بشرط ..

جلسة زوجية حوارية تحقق مصالحة أبدية



تكتظ الحياة مع تصاعد وتيرة إيقاعها اليومي بكثير من الخلافات و المشاكل الزوجية ، التي و إن تفاوتت من حيث الدرجة قوة وضعفا ؛ إلا أن إفرازاتها السلبية على كلٍ من الزوجين قد تزيد مبررات التنافر في الرغبات والميول والآراء بين الطرفين ، لتصبح الحياة الزوجية ميدان دامي للنزاع و الشقاق و تراشق الألفاظ ، و الضحية بالنهاية هي مشاعر الحب و التفاهم و الثقة ؛ إذ الغلبة حينها لمن أصر على رأيه ثم انتصر به حتى و إن كان مخطئاً .
ولاشك في أن الحياة الزوجية إذا ما استحالت إلى مشاحنات متواصلة و متكررة ، فإن مؤشر استمراريتها سيصبح ما بين سنديان التوتر و مطرقة الطلاق ، لذا كان إحداث جلسة زوجية حوارية أمر هام في سبيل تحقيق مصالحة أبدية ..
حيث أكدت لنا الأخصائية النفسية / فاطمة الحداد بأن الخلافات الزوجية هي أمور طبيعية لا مفر من حدوثها خلال رحلة الزواج الممتدة ، لكنها قد تصبح مشكلة حقيقة إذا ما تفاقمت لتزيد عن الحد المنطقي أو المسموح به بما يترك أثراً واضحاً قد يتطور إلى الطلاق لا سمح الله .
و أرجأت في البداية نشوء و تفاقم مسلسل الخلافات الزوجية إلى "انعدام لغة الحوار و المصارحة " بين الزوجين منذ البداية ، حيث يكتفي كل من الزوج و الزوجة بإلقاء اللوم على الآخر و تأنيبه و إلصاق التهم به ، دون توضيح الأسباب المؤدية للمشكلة أو وضع الحلول الايجابية في سبيل إنهاءها .
كما و ترى الأخصائية الحداد أن تسرب الملل إلى الحياة الزوجية قد يكون من عوامل حدوث الخلافات بين الزوجين ، فالإهمال و النقد الدائم من كلا الطرفين ، انحسار الثقة ، سوء الظن ، التحقير و الاستهزاء ، تصعيد الخلافات ، تصيّد الأخطاء ، طغيان الحياة المادية ، البحث عن الملذات، الأنانية و غيرها ، أسباب مدمرة تقف دون استمرارية العلاقة الزوجية السليمة هذا و أوضحت الأستاذة / فاطمة الحداد الأخصائية النفسية مدى خطورة الانعكاسات النفسية للخلافات الزوجية على الزوجين حيث وصفته بالأثر المؤلم ، و يتخذ صور جسدية تتمثل في الشعور بآلام الرأس و الصداع ، أوجاع في الرقبة و الظهر ، أمراض المعدة و القولون و الأعصاب ، أو في صور نفسية واضطرابات انفعالية كالعصبية ، القلق و التوتر ، الأرق ، الاكتئاب و الوهن ، انحسار الثقة ، انعدام النشاط ، الشعور بالتعاسة ، تشويش و سيطرة الأفكار السلبية ، الرغبة بالانتقام و الثأر ، الكراهية و الحقد و الحسد ، الانطواء وغيرها من الانعكاسات التي تؤثر على علاقة الزوجين بعضهما و على علاقتهما المتبادلة مع الآخرين .
و مما سبق تؤكد الأخصائية النفسية / فاطمة الحداد على أن ممارسة الحياة الزوجية فن يحتاج الزوجان لتعلمه و إتقان أساليبه ، ليتسنى لهما تطبيقه في علاقتهما الزوجية على طول امتدادها ، و قد وضع الخبراء و المختصون توصيات و حلول لإنقاذ الزيجات من تبعات الخلافات التي قد تودي بالمتزوجين إلى جحيم الطلاق، حيث يرون أن على
الرجال إلى أن يتعلموا حسن الاستماع لمشكلات الزوجات دون إظهار الضجر أو تسفيه الشكوى بل بمزيج من الاهتمام والود.
و كذلك النساء اللواتي يجب أن يبذلن جهدا في مساعدة أزواجهن بدلاً من النقد و الهجوم على شخصياتهم . كما و يجب الابتعاد عن التركيز على المسائل التي تثير العراك ، مثل تربية الأطفال ومصروف البيت والأعمال المنزلية، و التركيز على نقاط الاتفاق والتوافق بينهما ، يمكن أيضا تفادي الوصول إلى مرحلة الانفجار ، فعندما تزداد حدة المناقشة وقبل أن تصل إلى مرحلة التفجر العنيف، على الطرفين أن يبحثا عن وسيلة لإيقاف ذلك ، وهذه النقطة بالذات تشكل أساسًا قويًا لنجاح الزواج ،