من أجل قطرة دم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تذكرون
موضوع كشك تحت المجهر <img alt="">؟ .. حلو طيب تراه
مرتبط بها الموضوع يعني اللي ما قراه يقراه الله لا يهينكم <img alt="">

* * *

" سيب المسطرة في حالها يا أبني وطلّع
صباعك من مناخيرك وأنتبه معايّه <img alt=""> " صرخ
مدرسنا ( زينهم ) بتلك الجملة قاطعاً بها انهماكه في الشرح , ما أن
انتهى من كلامه وعاد ليكتب على السبورة إلا و ورقة ٌ صغيرة تستقر على
طاولتي .. فتحتها فوجدت قد كتب بها : هاه يا مستر بدا الموضوع وإلا ما
بعد <img alt="">؟
.. التفت إلى زميلي ( طحنون ) فإذا به يعدل تشخيصت شماغه .. هززت برأسي
له كناية عن الموافقة ومن ثم أمسكت بأحد الكتب وسرحت بمخيلتي بعيداً
<img alt="">

لم ألبث طويلاً إلا وورقة جديدة تستقر على
طاولتي مجدداً.. قد كتب فيها : ههههه يالخبل عدل كتابك تراك ماسكه
بالمقلوب <img alt="">!! .. إلا تعال وش
صار على رخصتك طلعتها وإلا للآن مأجلها عشان خايف من موضوع التبرع
بالدم ؟ <img alt="">

نظرت إليه وقد ارتسمت على ملامحي علامات
الشحوب ومن ثم هززت برأسي كناية عن الموافقة أيضًا.. نظر إليّ لوهلة ثم
كتب ورقة جديدة وسارع برميها إلي : خلاص أسمع بعد ما نطلع من المدرسة
بمرك وبنروح أنا وأياك للـ … ( الورقة صغيرة وما كفى
الكلام <img alt=""> ) .. لحظات فإذا
بورقة أخرى تسقط علي : باك هههه .. سوري أبوي دخل علي وأنا جالس أكتب
لك يا حياتي لذا رميتها قبل لا تكتمل <img alt=""> هههه ..
المهم إذا طلعنا بنروح للمستشفى عشان نخلص الموضوع ..

بعد انتهائي من القراءة رفعت رأسي وابتسمت
فرحاً من موقف ( طحنون ) معي .. قطع ابتسامتي صوت المدرس مرةً أخرى وهو
يقول : يا أبني مش عشان ئلت لك طلع صباعك من مناخيرك تؤم تدخل المسطرة
بدالها .. أهجد بئه وأنتبه معانا قزاك الله خير <img alt="">!! ...لم يكد
المدرس أن ينهي توبيخه إلا و ( طحنون ) قد ألقى عليّ ورقة جديدة كتب
فيها : عارف بدون ما تقول لي , أكيد اشتقت لي .. صح <img alt="">؟ .. عمومًا ياليت
ترجع لي الورق اللي رميته لك قبل شوي الدفتر حقي خلص يا أخي <img alt="">

* *
*

عندما انتهاء الدوام المدرسي
عدت إلى المنزل فسمعت صوت غريباً " طق طق طق طق " <img alt=""> .. ألقيت
نظرةً على فناء المنزل فوجدت والدي لابسًا زيه الرسمي المعتاد ( فنيلة
علاق + صروال سنة <img alt="">) وقد حمل على كتفه
أختي الصغرى كي يجعلها تقطع جذوع الأشجار بأسنانها ..

بعد
الغداء حملت أختي وصعدت بها الدرج متجهاً إلى غرفتي فستوقفني صراخ
والدي لي : على وين ماخذها يا أبو الشباب <img alt="">؟؟ .. انتابني الخوف
من صراخه ولم أستطع أن أجيبه فإذا به يستطرد ويقول : لا تتأخر ترى
بأخذها اقصص بها الشجر بعد شوي <img alt="">

مضى حوالي الساعة دخل والدي إلى غرفتي وقد
كنت منهمكاً في تخريم الأوراق بأسنان أختي.. فصرخ علي مرةً أخرى :
خيررر وش جالس تسوي يالهيس <img alt="">؟؟ .. انتابني الخوف
مجدداً فوضعت أختي على الطاولة وقبل أن أجيبه أستطرد قائلاً : ما خلصت
للحين <img alt="">؟؟
.. يلا بسرعة بنزل أكمل تقصيص الشجر .. ابتسمت ثم " طق طق " خرمت آخر
ورقة وقلت له : خلاص خلصت تقدر تأخذها <img alt=""><<— حشى تمد
له خرامة <img alt="">

حمل والدي أختي على كتفه وهمَّ بالخروج
ولكني قاطعته قبل أن يخرج بسؤالٍ قد أرق مضجعي : ليه يا يبه من عرفنا
الدنيا وحنا في محلنا وما نتحرك <img alt="">؟؟ ... نظر والدي
إلي نظرات تهكمية ثم أردف ساخراً : أكيد ما راح تقدر تتحرك أنت وراسك
ذا المثلث اللي أكبر منك .. صدقني تراك ما تنلام إذا ما تحركت لأن اللي
يشوف راسك يقول مرساة سفينة ترى <img alt="">.. وقفت وأنا غاضب
وقلت : لا يا يبه أفهمني بس .. ليه مهما نسوي ومهما نفعل ما يتغير شيء
!! .. ليه كل ما نمد يدينا لشيء نلقى أنفسنا ما نقدر نوصل له <img alt="">؟! .. لم
يعيرني والدي أدنى اهتمام وهمَّ بالخروج وهو يقول ضاحكاً : هههههههه وش
اللي تبيه وما قدرت توصل له تكفى ؟ .. حسيتك جالس تحاول تأخذ بيالة من
دولاب المطبخ ولا قدرت <img alt="">.. يلا بس كمل
مذاكرتك ولا يكثر ..

* * *
بعد أداء صلاة العصر يرن الجرس .. خرجت من
المنزل وأنا أحمل أختي على كتفي ( منتب عاقل يا سلفر <img alt=""> ) لأجد طحنون في
انتظاري .. ركبت معه في السيارة وسلمت عليه وقبل أن يجيبني إذا
بالسيارة تصرخ ( طاااااط .. طااااااااط <img alt="">) دهشت وألقيت نظرة في
الجوار فوجدت أختي قد قضمة ناقل الحركة والسيارة تصرخ بضرب البوري من
شدة الألم <img alt=""><<— شكل أمي
متوحمة على دباسة يومها صغيره .. إلا على الطاري من يدري شخباره <img alt="">؟؟

ترجلت من السيارة ووضعت
أختي في داخل المنزل ومن ثم عدت فإذا بي أرى بعض قطرات الماء قد خرجت
من رديتر السيارة .. ضحكت وقلت في نفسي: شكل السيارة قامت تصيح بعد
العضة <img alt=""> !! .. ركبت مع (
طحنون ) وبعد عدة دقائق من القيادة خاطبني : شف يا ( مستر أي ) هدي
أعصابك و روّق ترى الموضوع كله بسيط اسألني أنا قبل شهر مطلع الرخصة
وأموري كلها تمام .. ما فيه شيء يستاهل تخاف منه .. ثق بي <img alt="">!!

وضعتي يدي على يده والتي بدورها كانت على
مسجل السيارة منذ أن ركبنا : أولاً .. لا تقول ثق بي لأنها كلمة كفار
ودايم يقولونها في الأفلام <img alt=""> ( الثقافة صفر <img alt=""> ) .
ثانياً .. أنا ما خفت ولا شيء , أنت بس لو تترك هالمسجل عنك صدقني
بنصير بخير .. لأنه صار لنا ساعة وحنا نمشي وأنت ما غير تقلب في
هالمحطات .. مدري وش تدور صراحة ؟؟ , بس حسيتك بتطلع لنا بمحطة جديدة
.. عموماً ياليت توقف قبل لا ندخل على موجات اتصال سكان الفضاء ماله
داعي ندخل في خصوصياتهم <img alt="">

أطفئ ( طحنون ) الراديو وتفوه مبرراً
ومرقعاً : هههههه شفيك شبيت فيني الحين أنت !! .. يا أخي كل الحكاية
وما فيها إني أمس سامع أغنية زينة وأعجبتني وجالس أدورها كل تو <img alt="">.. سكت
للحظة ثم أستطرد بضحكة قبيحة كادت أن تكسر زجاج السيارة : ههههههه
يوووه والله يا البيت اللي تو لي فيه ذكريات ألييييمة .. أذكر يوم كنت
بزر كنت جالس أمشي في الحارة وشفت على جداره قطوة ... صدقني يا مستر
حاولت وحاولت وحاولت أني أمشي وأكمل طريقي بس ضميري حتم علي أني ما
أتركها <img alt="">

قاطعته مستفهماً: اصبر اصبر .. خبري فيك
أنك بايع ضميرك عشان تشتري كنادر كورة يومك صغير <img alt="">؟؟ .. ما
علينا المهم بس كمل وش سويت ؟؟ .. يبتسم ابتسامة خبث ويقول : أبد ما
سويت شيء , بس سلمت عليها …… بالزبيرية <img alt=""> .. قاطعته
باستهجان : يا قاسي يا شرير يا وع .. شلون طاوعك قلبك تروح وتتركها وهي
مصابة بدون ما تكمل عليها وتقتلها <img alt=""><<– ياليتك سكت
تكفى <img alt="">

يضحك ( طحنون ) ثم يكمل : المشكلة مهيب في
القطوة أساسًا .. المشكلة هي أني يوم رحت أجيب زبيريتي اللي طايحه لقيت
فيه وحدة أمريكية معصبة وجالسة تصارخ وتسب وتدعي علي بعد <img alt=""> .. عاد أنا يوم شفت
الدعوة وصلت للدعاء قلت لها وأنا جالس اسحب رجولي بشويش ( سوري .. سوري
.. بليز استغفري <img alt=""> )

قلت له : هههههههههه أجل دعت عليك , زين ما
قلت أنك شفتها وهي لابسة جلال وهي تدعي بعد <img alt="">.. عمومًا دام أنك
فتحت لي قلبك أنا بعد بفتح لك قلبي .. تشوف المدرسة اللي قبل شوي مرينا
من جمبها <img alt="">؟؟ . هذي
يا طويل العمر كانت مدرسة أجانب وأنا إلى وقت قريب كنت أحسبها اختلاط
.. أذكر كنت أروح كل يوم أصيح عند أبوي أبيه يسجلني فيها .. يلعن أم
الفله يا أخي .

تخيل لما
يطيح قلمك وأنت في الفصل تمده لك وحدة اسمها عبير مهوب مشعان مدري وشو
<img alt="">.. وإذا
المدرس كلفك ببحث أو عمل تروح تسويه مع هنادي وريم <img alt="">.. هذا غير أنك بتصير
تذاكر طول اليوم وخطر لا تصير إذا وقفت عند الإشارة تطلع الكتاب من تحت
المرتبة وتقرأ فيه , وكله عشان تشارك عند الأبله هدى <img alt="">.. ااااه بس يا زين ذيك

الأيام <img alt="">..
قطع تفكيري المنحرف صوت ( طحنون ) وهو يقول : هيه يا أبو فك المرتبة لا
تحضنها تراها مهيب هنادي وريم صديقات أحلامك <img alt="">.

سكتُ لوهلة ثم استطردت مصرفاً لما حدث وأنا
أنظر من النافذة: يووووه يا طحنون .. شفت المسجد اللي مرينا من جمبه تو
<img alt="">؟ ..
تراه أخر مسجد يصلي في الرياض , يتأخر مره في الإقامة لدرجة أنك لو تجي
لمه المغرب بتلقاه توه جالس يصلي العصر .. ولا بعد في الركعة الثانية
<img alt="">..
المهم بس ما قلت لي , سمعت المقولة الجديدة المنتشرة ؟؟ .. يقول لك يا
طويل العمر ( قلب المرأة معلق في الحب , بينما قلب الرجل معلق
في الطعام ) <img alt="">.

أبتسم ( طحنون ) ابتسامةً تنم عن الفهاوة
وبدأ في حك شعره وهو يقول مستدلخاً : أصبر .. كأني قد مر علي قبل كذا
بيت الشعر ذا <img alt="">.. المهم كمل وش
المشكلة ؟ .. ضربته على رأسه وأنا أضحك وقلت : يا درج مهوب بيت شعر ذا
.. وبعدين من جدك أنت تسأل وش المشكلة <img alt="">؟؟ ... يا غبي
واضحة جداً .. هالمثل يوريك أن الحريم ما عندهم سالفة ويضيعون وقتهم
على أشياء تافهة مهوب مثلنا <img alt=""> <<— الله يحلل
غباء طحنون عندك يا شيخ <img alt="">

سحبت جريدة قد ألقيت على المرتبة وبدأت في
القراءة ولم يطل الوقت إلا و ( طحنون ) يناديني قائلاً : ترانا وصلنا
<img alt="">

*
* *

في المستشفى وفي غرفة التحليل
بالتحديد .. يأخذ الطبيب عينة من دمي كي يعرف ما إذا كان بي فقر دم أم
لا ؟! .. يضع الطبيب العينة في الجهاز وبعد عدة لحظات خاطب ( طحنون )
الطبيب بعد أن احتضنني وأمسك بيدي : هاه بشرنا يا دكتور تكفى .. المدام
حامل <img alt="">؟؟ .
يدقق الطبيب في النتيجة لوهلة ثم يقول : لا ما شاء الله .. نسبة الحديد
عندك عالية , يعني ما عندك فقر دم وتقدر تتبرع <img alt=""> ... وضعت يدي
في فمي كناية عن الدلع والتميلح ثم أردفت بخجل : طيب يا دكتور لو كانت
نسبة الحديد قليلة كنت ما راح أتبرع يعني <img alt="">؟!

قطع خجلي المتصنع كلام ( طحنون ) : أترك
عنك الخوف يا مستر .. ومن الأخر يعني وعشان أكون معك صريح أنت متبرع
متبرع اليوم الله لا يعوق بشر.. تدري لو كانت نسبة الحديد عندك شوية وش
كنت بخليك تسوي ؟؟ .. كنت بخليك تعضض كل بيبان المستشفى وجنوط السيارات
حتى <img alt="">!! .. يبتسم
الطبيب ومن ثم يرتدي نظارته ويقول : لا يا أخ طحنون الحديد اللي تتكلم
عنه غير اللي حنا نتكلم عنه .. الحديد اللي نتكلم عنه هو عبارة
عـ….

وقبل أن يكمل الحديث
إذا بي ( طحنون ) يضع يديه على نظارة الطبيب ويبدأ في تلميسها بتعجب ..
يغضب الطبيب ويستطرد مستهجناً : ممكن أعرف وش تسوي يا أخ <img alt="">!! .. يجيبه ( طحنون )
بوجهٍ مبتسم : لا ابد يا دكتور بس كنت بشوف هل هي حديد وإلا لا ؟ ..
لأن واحد من الشباب عنده نقص في الحديد وجالسين ندور له <img alt="">
.

* * *

خرجنا من
غرفة الطبيب واتجهنا إلى مختبر سحب الدم .. حين دخولنا للمختبر رأينا
شيئًا غريباً يتحرك <img alt=""> .. اقتربنا
منه فإذا به كومار قد أتى بكشكه إلى المختبر كي يبيع للمتبرعين وها هو
يلوح بيده كالعادة .. اضطجعت على السرير و وقف بقربي ( طحنون ) فقال :
يا أخي مدري ذا الكومار المفروض يدخل موسوعة قينيس كـ أكثر واحد حرك
يده في العالم .. أو على الأقل يعطونه دور بطولة في دعاية بطاريات "
إنرجايزر " اللي تدوم تدوم وتدوم <img alt="">.

يقترب مني الممرض وهو يحمل في يده الإبرة :
هاه يا أخ مستر .. مستعد <img alt="">؟؟ .. نظرت
إلى حجم الإبرة التي في يده وخاطبته بخوف شديد : ايه مستعد بس الله
يخليك لا تقويها مابيها تعورني <img alt=""> .. ضحك ( طحنون )
وقال : وش اللي لا تقويها بعد أنت <img alt="">!! .. ناقص بس نحط
لك قرنين وتلبس على ظهرك شنطة عليها صورة " فلّة " عشان نسميك هدى
وتروح تدرس في مدرسة البنات حقتك ذي وتتحقق أحلامك <img alt="">.

يضحك الممرض ويضع الإبرة على يدي وهو يقول
: لا إن شاء الله ما راح تعورك يا أخ مستر .. أغمضت عيني وسألته بخوف :
هاه خلصت <img alt="">؟؟ ..
تنحنح ( طحنون ) ومن ثم تكلم بصوتٍ غريب مقلداً صوت الممرض : للأسف يا
أخ مستر .. اكتشفنا أن جسمك مليان حديد وكل ما حاولنا نضربك إبره تنعفط
.. لذا يا بنوديك للحداد يتفاهم معك , يا بنبيعك على سابك <img alt="">.

يضحك الممرض مرةً أخرى ثم يقول : خلاص يا
أخ مستر ضربتك الإبرة وخلصت .. بس كل اللي عليك هو أنك تصبر شوي عشان
ينسحب منك الدم !! .. فتحت عيني وأنا مرتاح لكوني قد انتهيت من الجزء
الصعب فإذا بي أتفاجاء برؤية ( طحنون ) أمامي وقد أمسك في يده عدد كبير
من أكياس التبرع وهو يقول للممرض : يلا بسرعة بالله .. أول ما يمتلي
الكيس الموجود عب الثاني بسرعة .. يلا وش تنتظر ورانا أكياس كثيرة عشان
نعبيها <img alt="">
.. قاطعته بغضب : وش اللي خل نعبيها كلها !!..حسيتك باكستاني واقف عند
برادة مسجد وجالس يعبي جيكات <img alt=""> ..

وضع
الممرض كرة مطاطية في يدي ثم طلب مني أن أضغط عليها باستمرار كي أحافظ
على تحرك هذاك اللي وشسمه ياربيه <img alt=""> ( واضح اني توهقت
<img alt=""> ) ..
ما أن ابتعد الممرض إلا و ( طحنون ) يلتفت إلي ويقول : يلا .. بسرعة..
بسرعة.. بسرعة <img alt="">!! .. نظرت إليه بريبة
واستفهمت منه : شفيك ؟ .. وش صاير ؟؟ .. وش تبيني اسوي الحين أنت <img alt="">؟؟

نظر إلي نظرات جادة ثم قال : أثن رجلك
اليمين بعدين مدها لمدة خمس دقايق .. سألته بدهشة وأنا أثني قدمي : ليه
وش فايدة تحريك الرجل يا طحنون <img alt="">؟؟ ... أبتسم في
وجهي ثم أردف : ابد بس كنت أبي الدم اللي في مخك يتحرك <img alt=""> .. أمزح معك يا
أخوي .. المهم أسمعني ترى على سدحتك على ظهرك ذي بتطول وما راح تخلص ..
وش رايك تنسدح على جمبك اللي جهة الكيس عشان ينزل الدم بسرعة <img alt="">؟.. وبعدين
تعال ليه دمك أسود كذ <img alt="">؟!

سألته وعلامات الخوف بدأت تظهر على محياي :
ليه وش فيه لون دمي .. مهوب طبيعي كذا ؟؟ .. أصلاً أنا مخليه أسود طقم
مع فرشة أسناني <img alt=""> ( والله من زين
التصريفة <img alt="">) .. وضع ( طحنون )
يده على ذقنه وبدأ بالتفكير لأول مرة في حياته ثم قال : والله مدري
موضوعك محير .. عموماً أتوقع أنه من كثر الحديد اللي في جسمك صار
أسود.. أو أنك تكثر أكل كفرات بين الوجبات <img alt="">؟؟ ... تدري بروح
أقول للمرض يجيب فلتر تصيفة عشان نصفي دمك قبل لا ياخذونه .. بيني
وبينك أحس فيه نشارة حديد يا أخي <img alt="">

يمر الممرض مروراً سريعاً كي يتأكد من أن
كل شيء على ما يرام فإذا بـ ( طحنون ) يسأله بنبرة خوف : هاه بشّر يا
دكتور .. بيعيش طبيعي وإلا بنضطر نضحي براسه المثلث <img alt="">؟؟ .. غضبت من أفعاله
التي قد زادت عن حدها وقلت له : تدري الشرهه مهيب عليك ؟! .. الشرهه
علي أنا اللي جاي معك أصلاً .. وع ما أحبك وخر عني <img alt="">

أقترب ( طحنون ) مني ووضع يده على خصلات
شعري وقال لي بلطف : أنا يا ( مستر أي ) أحاول أونسك وأنسيك خوفك من
الإبرة والتبرع بشكل عام .. التبرع يا مستر شيء مهم جداً بس للأسف محد
يقدر هالشيء أو ينظر له نظرة جادة .. كثير منا لما يشوف باص التبرع
بالدم موقف في الشارع يقول لزميله : هاه شرايك .. تبي عصير <img alt="">؟؟

ياما ناس ماتت في المستشفيات وكله بسبب عجز
في توفر الدم اللازم <img alt="">!! .. يا مستر أنت لما
تتبرع لك أن شاء الله الأجر أولاً وثانياً يمكن تفيد أحد من أقاربك
يكون مصاب أو شيء لا قدر الله !! .. هذا غير الفوائد اللي تعود لجسمك
مثل تقليل نسبة الحديد والمساعدة على عدم تراكمه في الشرايين وتدني
نسبة الإصابة بالنوبات القلبية حمانا الله وإياكم منها <img alt="">

ذهلت من كلام ( طحنون ) والذي أظنه قد نقل
من قووقل <img alt="">.. نظرت إليه
نظرات امتنان ثم اردفت : أنا أسف يا طحنون أني عصبت عليك .. وأحب أشكرك
على تشجيعك لي وعلى حرصك .. بصراحة لو فيه مثلك كثير يتبرعون كان بنوك
الدم اللي في المستشيفات تعطي قروض من كثر المتبرعين <img alt="">
.

يبستم ( طحنون ) بخبث :
ومن قال لك إني متبرع أصلاً <img alt="">؟ .. أنا يوم أروح
أطلع الرخصة جبت واسطة وطلعوها لي بدون ولا قطرة دم على فكرة <img alt="">

***

منقول

من أجل قطرة دم

من أجل قطرة دم

رد: من أجل قطرة دم

رد: من أجل قطرة دم