شوبير.. نجاح اعلامي وصدام متتالي!

احمد شوبير شخصية مثيرة للجدل دخل التاريخ من ابواب الاهلي، وكان اول من
انتهج التعليق الرياضي وهو لايزال لاعبا.. عاصرته منذ كان حارسا للاهلي
والمنتخب الوطني، واعلم ومثلي كثيرون انه قارئ جيد يقرأ مابين السطور،
وبعد اعتزاله انخرط في المجال لاعلامي، وبدأ من الصفر ببرنامج متواضع في
القناة السادسة المخصصة لابناء الدلتا، ولأنه اثبت نجاحا لاتخطئه عين،
ولاينكره عقل، فقد قفز مع ظهور الفضائيات، واصبح حالة خاصة ونموذجا لنجم
سابق استطاع بما يملك من موهبة في تحرير البرامج الرياضية من القيود
التقليدية التي تقوقهت فيها امدا كبيرا، وقاد انتفاضة في البرامج الرياضية
ساهمت في زيادة المقابل المادي للمقدمين والمحللين واحيانا الضيوف.
شخصيته الطموحة دفعته يتحرك بسرعة في عدة اتجاهات.. ادارة الكرة ..
السياسة .. الاعلام.. ونتيجة لمحاولاته في استمرار واستثمار النجاح فقد
دخل خلال السنوات الاخيرة في خصومات عديدة اختلطت فيها كل الاوراق.. كروية
..ادارية .. اعلامي، وما يكاد ينهي خلافا حتى يبدأ في اخر.
تاريخ شوبير في الخصومات يزخم بالعديد من الاسماء اللامعة، بعضها كان في
وجهات النظر وبعضها تعدى هذا ووصل الى الملاسنة والرد، بل والمحاكم ايضا.
في هذا الموضوع نستعرض - من باب تقرير الواقع- ابرز خصومات شوبير في
السنوات الاخيرة، متجاوزين بعض الخلافات التي تمكن من احتوائها سريعا
مثلما حدث مع يحيى الكومي رئيس الاسماعيلي الاسبق الذي رفع دعوى قضائية ضد
شوبير ثم تصالح الطرفان حسبما ذُكر بعد ذلك.
1- شحاته وطاهر
في بداية عهد شوبير الاداري في اتحاد الكرة اختلف مع اللواء حرب الدهشوري
رئيس الاتحاد حينذاك وتقدم باستقالته عدة مرات قبل ان يترك منصبه، وفي تلك
الفترة بدأت اول شرارة في الخلاف مع حسن شحاته المدير الفني لمنتخب الشباب
حينذاك، حيث كان شوبير مشرفا على هذا المنتخب المشارك في مونديال الشباب
2003 بالامارات ، وتردد حينذاك ان الخلاف كان على " تي شيرتات " اللعب
النظيف الذي تسلمه الفريق وتم توزيعه على اللاعبين والجهاز الفني متجاهلين
المشرف، ولان شحاته كان هو المدير الفني فقد تدخل لحماية المدير الاداري
صادق عبد المنعم من غضب شوبير.
وعقب استقالته من اتحاد الكرة قفز شوبير اعلاميا ونجح نجاحا كبيرا في
برامجه، ومع بدايات الترشح لانتخابات 2005 دخل في منافسة مع طاهر ابو زيد
نجم الاهلي وعضو مجلس ادارته السابق على منصب نائب الرئيس، ودخل كلاهما في
خصومة انتخابية، رغم ان اخبارا تسربت حينذاك ان شوبير حاول وأد هذه
الخصومة في مهدها عندما عرض الانضمام لجبهة هادي فهمي وطاهر ابوزيد كأمين
للصندوق لكن الاخير رفض ذلك تماما لشعوره بعدم الثقة حيث سبق وكان هو حائط
الصد لشوبير عندما حاول مجلس ادارة الاهلي ارغامه على الاعتزال.. المهم ان
شوبير استطاع بتحركاته وصهر امكانياته الاعلامية في قناة دريم واجراء
العديد من اللقاءات مع رؤساء الاندية في تحقيق فوزا كاسحا حيث حصل على 71
صوتا في مقابل 11 فقط لابوزيد، ورغم انتهاء المعركة الانتخابية الا ان
العلاقة بقيت بينهما كما هي فاترة تماما، ووضحت اكثر عندما وصف طاهر بعض
القنوات الفضائية بالاكشاك خلال بطولة القارات كما وصف من هاجم جمهور
الاهلي بالصغار، ولم يكن احدا قد هاجم التراس الاهلي سوى شوبير، الذي رد
في برنامجه بفاصل من النقد والتلميح.
نجاح شوبير بمنصب نائب الرئيس جعله يقلب في اوراقه القديمة ويتنمر لحسن
شحاته الذي ورثه زاهر من المجلس المؤقت برئاسة الراحل محمد عبده صالح
الوحش، ولم يخف حسن شحاته ضيقه الشديد من محاولات شوبير للاطاحة به، رغم
ان الاخير كان يحاول الظهور في برامجه بشكل محايد وان ابدى بعض التحفظات
خوفا من اخفاق المنتخب الوطني في امم 2006 بالقاهرة، ولكن جاء فوز مصر
باللقب ليقوى حسن شحاته ويعلن صراحة عن المتربصين به عبر الفضائيات ولم
يخف على احد انه يقصد شوبير، كما لم يخف ايضا ان شحاته بدا في مناهضة
شوبير اعلاميا عندما رفض تواجد الكاميرات الخاصة ببرامجه في كواليس
المنتخب، ورغم ان شوبير ظل يردد ويعلن عدم وجود خلافات وحاول تلطيف
الاجواء بينه وبين المعلم من خلال برامجه الا ان الاجواء لم تصفو ابدا
لدرجة ان الاخير بقي كما هو رافضا للتصالح حتى انه اعلن عن الخلاف مجددا
عقب احتفاظ منتخب مصر على اللقب الافريقي في 2008 ليتأكد الجميع ان
الخصومة بينه وبين شوبير كانت ولاتزال مستمرة بدليل ان شحاته اشترط عدم
حضور شوبير ضمن زيارة جيل منتخب مصر 1990 لمعسكر الفراعنة للشد من أزرهم
قبل لقاء الجزائر بالقاهرة .

2- حسن صقر
خلال التحركات الدءوبة والمسيرة الطموحة لشوبير.. اصطدم بالمهندس حسن صقر
رئيس المجلس القومي للرياضة، ولم تشفع مساعيه الاعلامية في استقطاب الرجل
الذي رفض تماما تغيير بند الثماني سنوات القاضي بعدم السماح لمن امضى
مدتين في اي اتحاد بخوض الانتخابات للمرة الثالثة، كما رفض السماح بتعيين
لمن امضى مدتين انتخابيتين، مما ساهم في حدوث اشتباك خلف شرخا في علاقة
الاثنين زاد بعد التلميح من شوبير الى ان المجلس القومي يمنح رشاوي لبعض
الصحفيين، ورد المجلس بان مايحصل عليه البعض يأتي نظير جهود اعلامية
يقومون بها في اللجان الاعلامية المختلفة وليست رشاوي، ودخل بعض الصحفيين
كطرف ثالث في هذه الاشكالية، حتى ان احدهم قام بمداخلة على الهواء مباشرة
في برنامج شوبير سائلا ضيفه الدائم وهو صحفي ايضا وقال له : الا تأخذ اجر
على تواجدك مع شوبير في هذا البرنامج فاجاب: نعم .. قال: اذن لماذا لاتكون
هذه رشوة ايضا؟.. مع ذلك لم تدم الخصومة العلنية بين صقر وشوبير كثيرا
وعادت المياه الى مجاريها ظاهريا نظرا لان كلاهما يتعامل وفق منهج سياسي
بوصف شوبير وكيلا للجنة الشباب بمجلس الشعب ينتمي لحزب الاغلبية.
3- التراس الاهلي وجوزيه
تشابكت الاحداث ودخل شوبير معركة حامية الوطيس مع التراس النادي الاهلي
ومن ثم البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للفريق الاول الذي انحاز
تماما للجماهير، وكانت الشراراة الاولى بين شوبير وشباب الالتراس الذين
رفضوا تهمة تعاطي بعضهم للمخدرات، وراحوا يكيلون لشوبير الكيل كيلين في
المنتديات ويتصيدون اخطائه المدعمة بالفيديو، حيث ظهر في احد اللقطات
يمتدح شباب الالتراس ، وفي اخرى يحذر منهم لانه وجد شابا لسانه متثاقل
تماما في الحديث معه على باب النادي الاهلي .. ولأن مانويل جوزيه كان
يتعامل بحميمية شديدة مع الجمهور بصفة عامة والالتراس بصفة خاصة فقد دخل
في خصومة مع شوبير وصلت الى انه طالب باخراجه من صالة التدريب الخاصة
بالفريق الاول " الجيمانيزيوم" كما رفض التعامل معه اعلاميا، بل ووصل به
الامر الى التنبيه على لاعبيه بعدم التسجيل مع القناة التي يعمل بها
شوبير، والمثير ان جوزيه نفسه سارع باجراء حوار مع قناة دريم بعد ان تركها
شوبير مباشرة وزيادة في الكيد قام بشكر مقدم البرنامج والاشاده به فيما
يفهم منه انه جاء عنادا في شوبير.
4- سمير زاهر
بعد التحالف القوي بينهما في انتخابات 2005 لم يكن يتخيل احد ان شوبير
سيختلف في يوم ما مع سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري للكرة الذي بذل جهودا
مضنيا لبقاء شوبير بجواره كعضو مجلس ادارة بالتعيين او كمستشار للاتحاد
كحد ادنى من الوفاء بالعهود الانتخابية لاسيما ان شوبير ساند جبهة زاهر
بشدة في الانتخابات الاخيرة، لكن سرعان ماتحولت العلاقة بينهما بعد ان
طالب بعض اعضاء الاتحاد بعدم احقية شوبير في حضور اجتماعات مجلس الادارة ،
وادى ذلك الى استقالة الاخير من منصبه، ومعها بدأ يغير اتجاهاته، وافرد
حلقة كاملة للرد على احد النقاد الرياضيين المقربين جدا من سمير زاهر
واعلن شوبير ان زاهر وجه صديقه الناقد للهجوم عليه ومن ثم سيقوم هو بالرد،
وواجه شوبير حينذاك نقدا مضادا من صحفي اخر رفض طريقة شوبير في شخصنة
برنامجه على قناة الحياة وتخصيص جزء كبير من الحلقة للرد على ماكتب ضده.
5- ابراهيم وحسام
واجه شوبير في الفترة الاخيرة سيلا هجوميا من التوءم حسن وتحديدا ابراهيم،
بسبب شعوره ان شوبير تمادى في التأكيد على خطئه في واقعة بجاية بالجزائر
عندما كان يتولى منصب مدير الكرة للنادي المصري، وازدادت ثورة التوءم
مؤخرا عقب زيارة شوبير للجزائر التي اعتذر عليها عقب احداث المباراة
الفاصلة بين مصر والجزائر في السودان، وتولى ابراهيم حملة الهجوم عليه في
مختلف البرامج التي تواجد فيها بشكل يؤكد خطأ وجهة نظر شوبير واستمرار
الخصومة بينه وبين التوءم، وكانت نتيجتها ان حسام حسن فضل التحدث مع قناة
"مودرن سبورت" عقب توليه الادارة الفنية لفريق الزمالك الاول، فيما كان
شوبير يتابع الحدث في برنامجه على قناة الحياة عبر وسائط ليس من بينها
ابراهيم او حسام.
6- خالد الغندور
من الغريب ان علاقة شوبير وخالد الغندور كانت على مايرام ،وسبق واتخذت
اتجاها تعاونيا عندما استضاف شوبير في برنامجه بقناة دريم الغندور ورد
الاخير باستضافة الاول في "جول اف ام" الاذاعي ، وعقب ترك شوبير دريم
وتحوله للعمل في قناة الحياة تعاقد الغندور مع دريم وبدأ الخلاف الذي ظهر
في بداياته كتنافس مهني، ومالبث حتى امتد الى ما هو ابعد من المهنية
الاعلامية، حيث سعى كل منهما في تخصيص جزء في برنامجه للرد على الاخر
بالتلميح تارة والتصريح تارة اخرى، واعتبر الغندور مكالمة علاء مبارك نجل
الرئيس معه عقب مباراة مصر والجزائر الفاصلة في السودان انتصارا اعلاميا
كبيرا، لاسيما ان شوبير اعلن على الهواء مباشرة في قناة الحياة انه يسعى
لمهاتفة نجل الرئيس، لكن برنامجه انتهى من دون تحقيق هذه المكالمة.
7- مرتضى وسيد وهبة
قد تكون كل خلافات شوبير السابقة عادية، وربما تدخل في اطار المنافسة
والطموح المشروع لشوبير، لكن خلافه الاخير مع مرتضى منصور رئيس الزمالك
الاسبق ليس مثل بقية هذه الخلافات او الخصومات نظرا لانها اتجهت الى محنى
اخر في المحاكم، حيث تقدم مرتضى بستة بلاغات - وذكر احد محاميي شوبير انها
وصلت الى 40 بلاغا- من بينها السب والقذف ضد شوبير مستندا الى مكالمة
تليفونية بينه – اي شوبير- واحدى الصحفيات في جريدة الفجر تدعى هبة غريب
قيل انها فصلت من الجريدة، وانكر شوبير المكالمة تماما، وقام برفع دعوى
قضائية على هذه الصحفية بجانب سيد على وهبة السمري مقدما برنامج 48 ساعة
بقناة المحور نظرا لانهما بثا المكالمة بعد حذف الالفاظ التي تخدش الحياء
ولان المحكمة استدعت هبة السمري للاستماع الى اقالها فقد دخلت مع زميلها
سيد في خصومة مع شوبير وخصصا حلقة للدفاع عن نفسيهما بشكل استفز شوبير
الذى دعا بدوره - في برنامجه - الى احترام الزماله ولوح هو الاخر بقدرته
على الرد لكنه سيترفع عن ذلك، غير انه استثمر بعض المكالمات الهاتفية في
الرد غير المباشر ايضا.
ترى .. هل ستنتهي صدامات وخصومات شوبير ام تستمر؟
هذا ماستسفر عنه الايام المقبلة.