حب الشباب .. الأسباب و العلاج

حب الشباب هو مرض جلدي شائع الانتشار، إذ تبلغ نسبة الإصابة به حوالي 80%
،و يعتبره بعض المتخصصين أنه ظاهرة طبيعية مرتبطة بمرحلة سنية معينة و هي
مرحلة الشباب ،حيث يبدأ حب الشباب في الظهور عند سن البلوغ، و بسؤال د.
عمرو مصطفى (الأمراض الجلدية والليزر بمراكز د. سمير عباس الطبية) عن
موضوع حب الشباب و هل هناك طرق للوقاية أو على الأقل تجنب بعض المضاعفات و
ما هي طرق علاجه أجاب: دعونا أولا نتكلم عن اهم النصائح العامة التي يمكن
إعطاؤها لمريض حب الشباب و هي:
oضرورة غسل الوجه عدة مرات يوميا بالماء الدافىء و الصابون(الخالي من
العطر) لمنع انتشار حب الشباب بالوجه للحفاظ على إبقاء مسام الجلد مفتوحة،
فمن المعروف أن الصابون الطبي يزيل الطبقة الدهنية الموجودة على سطح الجلد
فتبقى المسام مفتوحة، و هناك أنواع من الصابون الطبي تحتوي على مواد مطهرة
تقتل البكتيريا المسببة لحب الشباب. لكننا نود أن نشير إلى أن دور الصابون
الطبي في علاج حب الشباب دور ثانوي و لا يعتد عليه كعلاج، كما أن كثرة
استخدام الصابون غير مطلوبة ،حيث تؤدي إلى جفاف البشرة و يسبب إثارة و
تهيج و حرقان بالجلد.
oالإقلاع عن عادة حك البثور أو ضغطها أو عصرها و محاولة إخراج المادة
الدهنية منها أو تقشيرها بالأظافر ،حيث يؤدي ذلك إلى إنفجار الغدد الدهنية
الملتهبة و تفاقم الإلتهاب حولها و الذي يؤدي في النهاية إلى حدوث الندبات
أو ظهور البقع البنية الداكنة مكان الإصابة.
oالشمس و العلاج: لوحظ في معظم الحالات أن حب الشباب يتحسن عند التعرض لجو
حار و جاف لأن أشعة الشمس لها دور في إزالة الطبقة الكيراتينية العليا
المسببة لضيق و إنسداد القنوات الدهنية ،كما أن الأشعة فوق البنفسجية تقتل
البكتيريا المسببة لحب الشباب، لكن عندما يتعرض المريض إلى جو حار و رطب
يظهر نوع آخر من حب الشباب يسمى بحب الشباب الإستوائي، علاوة على أن كثرة
التعرض لأشعة الشمس القوية يساعد على ظهور التجاعيد في سن مبكرة، لذا يجب
الحرص على عدم التعرض لأشعة الشمي الحادة فترة طويلة.
oبالنسبة للنساء، يجب التأكد من أن مستحضرات التجميل اللاتي يستخدمنها
خالية من المواد الدهنية ،كما أنه يجب غسل الوجه بصورة جيدة لإزالة آثار
مستحضرات التجميل، حيث وجد أن هناك إرتباطا وثيقا بين استخدام مستحضرات
التجميل و ظهور حب الشباب كما ذكرنا سابقا.
oعند استخدام أي بخاخات للشعر يجب التأكد أن تكون بعيدة عن الوجه ،حيث إنه من الممكن أن تسبب هذه البخاخات إنسدادا في مسام الجلد.
oعدم الإفراط في تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على مواد دهنية عالية مثل
الشوكولاتة و الجاتوهات و الكريما و البطاطس المقلية و أيضا عدم الإفراط
في استخدام ملح الطعام.
oالحرص على أن تحتوي الوجبات الغذائية على الكالسيوم و فيتامين د و ب و
خاصة ب2، ب6 و عنصر الزنك ،حيث تساعد هذه العناصر على تقليل دهون الوجه و
أيضا على نقاء و صفاء البشرة.
oكما توجد بعض الوصفات الطبيعية للتغلب على حب الشباب و لكنها تعتبر عوامل مساعدة بجانب العلاج الطبي:
a.الصبار: الكريم المحتوي على الصبار و مواد مرطبة و فيتامين هـ يقلل إفرازات الغدد الدهنية فيعالج البشرة الدهنية و يقلل حب الشباب.
b.البابونج: عمل تبخيرة للوجه بمنقوع البابونج بالماء المغلي يفتح مسام الوجه و يقلل الغدد الدهنية و يلطف البشرة و يخفف تهيجها.
c.الخيار: يساعد الخيار على تبريد كل أعضاء الجسم و تلطيف البشرة سواء
استخدم في صورة كمادات على شكل حلقات أو كريم أو ماسك يحتوي على الخيار أو
حتى أكله طازجا.
d.العسل: وضع العسل الدافيء مع قليل من جنين القمح على البثور لمدة 15
دقيقة ثم غسله بالماء الدافىء صباحا و مساءً يشفي هذه البثور و يمنع تكوين
البقع الداكنة مكان الإصابة و يعيد للبشرة الحيوية و النضارة.
e.تساعد كمادات الثلج على مكان الإلتهاب (دقيقتين صباحا و مساءً) على تخفيف إحمرار الجلد الملتهب و يعجل من شفاء البشرة.
f.يفيد العنب في نقاء البشرة و نضارتها و جاذبيتها، لكن هذا بالطبع لا يناسب مرضى السكري أو مرضى السمنة.
أما عن طرق العلاج فيقول د. عمرو مصطفى: إنه توجد عدة طرق للعلاج ،أولها
العلاج الطبي: يهدف العلاج الطبي بشكل عام إلى منع إنسداد المسام و تجفيف
الحبوب و تقشيرها مع استعمال المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا
المسببة لحب الشباب ،و غالبا ما يستغرق الأمر وقتا حتى تتحسن الحالة.
و من بين العلاجات الموضعية المتاحة نجد مركبات الكبريت و الريزورسينول،
بيروكسيد البنزويل و الذي يعمل على جعل مسام الجلد مفتوحة ليسمح للمادة
الدهنية المتراكمة و خلايا الجلد الميتة بالخروج إلى سطح الجلد. و نجد
أيضا مشتقات حمض الريتينويك و الذي يعطي نتيجة تصل إلى 60% بعد علاج لمدة
3 شهور على الأقل و أيضا الأدابالين Adapalene و هو علاج حديث على شكل جل
يعطي تحسنا بنسبة 75% و يمكن استخدامه مرة واحدة قبل النوم و لمدة 3 شهور
و يلاحظ عند بدء استخدام العلاجات يحدث إحمرار و تقشير في الجلد مع الشعور
بحرقان خفيف و هنا لا ينصح المريض بوقف العلاج مادامت هذه الأعراض محتملة
،حيث تختفي هذه الأعراض مع الاستمرار في العلاج، إلا أننا لا ننصح
باستخدام حمض الريتينويك أو الأدابالين أثناء الحمل أو اللواتي يتوقعن
الحمل أثناء فترة العلاج.
و من الأدوية التي يمكن استخدامها عن طريق الفم: نجد المضادات الحيوية مثل
التتراسيكلين و الذي يعطى بجرعات صغيرة و لمدة طويلة قد تصل إلى 6 شهور و
هو لا يسبب مضاعفات مع طول الاستعمال لكن لا يعطى أثناء الحمل أو الإرضاع
و يمكن إعطاء الإريثرومايسين بدلا منه. و يمكن ايضا استخدام
الإيزونريتينوين و هو من مشتقات حمض الريتينويك، حيث يعمل على تقليل
إفرازات الغدد الدهنية و يقلل من تراكمات خلايا الجلد الميتة التي تسد
المسام و يخفي حدة الإلتهاب، و يعطى غالبا لمدة 4 شهور لكن يقتصر استخدامه
على الحالات الشديدة مثل الحالات التي تحتوي على خراريج و أكياس دهنية و
عقيدات و التي يخشى منها أن تترك بقعا داكنة أو ندبات مشوهة، و كذلك يمكن
استخدامه في الحالات التي تقاوم العلاجات الأخرى. و رغم فعالية هذا العقار
إلا أنه قد يسبب بعض الأعراض الجانبية مثل جفاف الشفتين و العينين و الأنف
و تساقط الشعر و إضطراب الكبد، كما يحظر استخدامه أثناء الحمل ،حيث يؤدي
إلى تشوهات بالأجنة بصورة أكيدة.
و نحب أن نشير إلى أنه لدى النساء خيار آخر للعلاج، و هو المعالجة الهرمونية باستعمال الديانيت (Dianette)،
أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الحبوب ذات الرؤوس السوداء فيمكن
إزالتها و إجراء عملية تنظيف للبشرة باستخدام ملعقة الكوميدون و هي ملعقة
صغيرة جدا في وسطها ثقب، حيث تضغط على الرؤوس السوداء لتحررها عبر مسام
الجلد. و إذا وجدت أكياس دهنية لدى بعض المرضى فيمكن التخلص منها عن طريق
حقنها بمادة الكورتيزون و الذي يؤدي إلى ضمورها.
و يضيف د. عمرو مصطفى: إنه في حالة ما إذا كان المريض يعاني من وجود بقع
بنية داكنة أو ندبات مشوهة فيمكن للمريض أن يستفيد من عمليات التقشير
الكيميائي باستخدام أحماض الفواكه بصورة فعالة و آمنة، أو بإجراء عملية
التقشير الكريستالي أو الصنفرة. و قد ظهر حديثا جهاز الفراكشنال ليزر و
الذي بإمكانه معالجة هذه البقع البنيّة أو الندبات بنسبة نجاح عالية جدا
بفضل استخدام تقنية الليزر ،و كل ذلك يتم في جلسات علاجية بسيطة تتم في
العيادة و تعطي نتائج مبهرة.