تقديم المجموعة (8): "الماتادور" يصطدم بمنتخب "الجنرال" ومعركة لاتينية بين تشيلي والهندوراس

لو ألمحت لأي
شخص قبل ثلاثة أعوام ونصف تقريباً من هذا التاريخ أن هناك بصيص أمل ليفوز
المنتخب الإسباني بكأس العالم القادمة لنعتك بالمجنون أو المخبول أو أي وصف
يسمح به القانون دخولك لمستشفى الأمراض العقلية.

فقبل هذا التاريخ
كان المنتخب الإسباني يرزح تحت وطأة نتائج غاية في السوء، بدءاً من الخروج
المهين أمام فرنسا من دور الـ16 في كأس العالم ثم البداية السيئة جداً في
تصفيات أمم أوروبا بعد الهزيمة في مباراتين من أول ثلاث مباريات وأمام
منتخبات كآيرلندا الشمالية.

كل هذا تغير في تاريخنا الحالي،
فالمنتخب الإسباني يعد المرشح الأول للفوز بكأس العالم رغم النفي المستمر
للاعبيه ومديره الفني أن يكونوا مرشحين للفوز باللقب العالمي، بل إن
المصيبة الكبرى أن بيليه "ألمح" إلى ترشيحه له للفوز بالبطولة..!



الآن
نحن على موعد مع إفتتاح بطل أوروبا "الغضب الأحمر" أو "الفيوريا روخا"
لمبارياته وذلك في مواجهة ابنة قارته سويسرا التي تكتسي هي الأخرى باللون
الأحمر في قارة دولة سمراء اللون –باستثناء أقلية بيضاء- ومزعجة الجماهير
إلى أقصى درجة.
بطاقة المباراة



يقام اللقاء على أرض ملعب موسيس
مابهيدا بمدينة دوربان، وهو ملعب يتسع لـ70 ألف متفرج ويعد من أكبر ملاعب
البطولة.. ويدير اللقاء الحكم الإنجليزي "هوارد ويب".


منتخب الأرقام القياسية



يمكن وصف المنتخب الإسباني الحالي
بأنه أفضل منتخب لإسبانيا في تاريخها، فهو منتخب الأرقام القياسية بحق ..
منتخب استمر بدون هزيمة لـ35 مباراة متتالية سواء رسمية أو ودية حتى كسرت
الولايات المتحدة شوكته كما استمر بدون هزيمة فيما عدا هزيمة أمريكا منذ
نوفمبر 2006 وتحديداً بعد الهزيمتين المتتاليتين في أسبوع من السويد في
تصفيات أمم أوروبا ثم هزيمة رومانيا الودية التي كاد أن يُقال لويس
أراجونيس بسببها لكن الإتحاد الإسباني تماسك بـ"هدوء" أعصاب يُحسد عليها
ورفض أراجونيس هو الآخر الإستقالة بـ"برود" أعصاب وقتها لكنه القرار الذي
كان أفضل قرار اتخذه في مسيرته التدريبية بعد أن انفجرت قدرات "لا روخا"
تماماً بعد ذلك.

كما فازت إسبانيا في 45 مباراة من أصل آخر 48
مباراة رسمية وودية لها بجانب العديد من
الأرقام القياسية للاعبيها حيث بات كارلوس مارشينا أكثر لاعب في التاريخ
يلعب مباريات دولية دون أن ينهزم ووصل رصيده إلى 52 مباراة قابلة للزيادة
بجانب وصول راؤول ألبيول إلى 23 مباراة دولية كلها اكتست باللون الأحمر
وبدون أي تعادل، أما دافيد فيا فعلى بعد 6 أهداف من تحطيم الرقم القياسي
لراؤول جونزاليس في عدد الأهداف الدولية المسجلة لإسبانيا، بجانب أنه يعتبر
أفضل هداف في العالم من حيث الأهداف مع النادي والمنتخب في الفترة ما بين
عامي 2005 و2010.

وبعيداً عن الأرقام القياسية التي لن يكون آخرها
إنهاء إسبانيا للتصفيات بدون خسارة أي نقطة، فإن الماتادور الإسباني سيلعب
المباراة وهو يدرك جيداً أن سويسرا رفقة تشيلي سيكونان المنتخبان اللذان
بإمكانهما إقلاق مضاجعه في صدارة المجموعة التي تطمح إسبانيا في تصدرها
لتفادي البطل المحتمل للمجموعة السابعة وهو البرازيل، لكن من يدري ؟ فقد
تجد إسبانيا نفسها في مواجهة أشهر منتخب في المجموعة بعد ان تكرر نفس
المشهد في 2006 حينما تصدرت إسبانيا مجموعتها لكنها اصطدمت بفرنسا ثاني
المجموعة والمفارقة أن سويسرا كانت من تسببت في هذا النهائي المبكر بتصدرها
لمجموعتها، لكن حتى لو تجنبت إسبانيا مواجهة البرازيل فهناك خصمان شرسان
هما البرتغال وكوت ديفوار بإمكانهما أن يخلقا الكثير من المشاكل للفيوريا
روخا.

المشكلة الوحيدة لإسبانيا في هذه المباراة هي إحتمالية غياب
إنيستا عن اللقاء، لكنها ربما لا تكون مشكلة من الأساس فإسبانيا تعد أكثر
منتخب يمتلك بدائل وخوان ماتا أو بيدرو ليسوا بلاعبين هواة أو ضعاف
الكفاءة.. صحيح أن إنيستا من كوكب آخر لكن تبقى القدرة الهائلة لأفراد
المنتخب الإسباني على تطويع أداء الفرد لتقوية أداء الجماعة بالشيء الذي لم
يسبق له مثيل. قد نرى ديل بوسكي يتجنب كل هذه الأمور ويدفع بثلاثي وسط مع
وسط مهاجم وحيد هو الكناري دافيد سيلفا وإشراك فرناندو توريس بجانب دافيد
فيا.


الجنرال
الألماني يريد النقطة



نعم .. فقد تكون هذه النقطة هي ما
ترجح كفته .. أوتمار هيتسفيلد يدرك جيداً أن فكرة إحتلال الصدارة على حساب
إسبانيا في غاية الصعوبة لذلك أغلب الظن أنه سيتبع حكمة "عصفور في اليد
(الوصافة على حساب تشيلي) خير من عشر على الشجرة (الصدارة على حساب
إسبانيا)".

التعادل سيكون نتيجة مميزة جداً للمدرب الألماني السابق
لبايرن ميونيخ.. صحيح أنه تصدر مجموعته هو الآخر في التصفيات وضمن الوصول
لكأس العالم مبكراً لكن يبقى تصدراً مجروحاً بعد أن جاء على حساب منتخبات
من عينة اليونان والدولة العبرية وغيرها من "الكومبارس".

كما أن
افتقاد الفريق لأبرز لاعبين فيه وهما الكابتن أليكساندر فراي مهاجم بوروسيا
دورتموند وجناح وستهام يونايتد بهرامي ربما يشكل عبئاً إضافياً على
هيتسفيلد في تحقيق نتيجة إيجابية وسيبقى العبئ الأكبر على الجناح الأيسر ذو
القدم اليمنى بارنيتا كما أن جوخان إنلر عليه كل الضغط في "محاولة" إيقاف
المايسترو تشافي هرنانديز و"شركاه".

المنتخب السويسري بشكل عام يعول
كثيراً على دفاعه المتماسك والمتفاهم بقيادة فيليب سنديروس –كثير الأخطاء
لكنه يملك خبرة كبيرة- ومن وراءئهم حارس مرمى فولفسبورج الألماني دييجو
بيناجليو وهو حارس مميز جداً.


مواجهة تستحق المشاهدة



ربما نستطيع إطلاق اسم "العقل ×
العضلات " على مواجهة دافيد فيا مع فيليب سنديروس .. أبرز مهاجمي العالم
بالمشاركة مع واين روني ربما يريد فرض اسمه مبكراً على لائحة الهدافين،
لكنه سيصطدم بمدافع لا يعرف التفاهم كثيراً ولياقته البدني عالية جداً لكنه
يبقى عضلاتاً بلا عقل.