مصر دخلت التاريخ الكروى بشهادة ‏"الفيفا‏"

ما حققته مصر إنجاز بشتى المقاييس،‏ فهذه هى المرة
الأولى التى تحتل فيها المركز التاسع فى التصنيف الشهرى لمنتخبات العالم
الذى يضعه الإتحاد الدولى لكرة القدم ‏"الفيفا‏".

منتخب مصر التاسع عالمياً





كما
أنها‏-‏ وهي الرائدة دائما بالحقائق والأرقام لا بالشعارات‏-‏ أصبحت بذلك
أول دولة عربية وإفريقية تدخل دائرة العشرة الكبار في تصنيف الفيفا منذ
إطلاقه للمرة الأولي عام‏1993,‏ حيث كان أفضل مركز احتله فريق عربي أو
إفريقي قبل ذلك هو المركز العاشر الذي احتلته المغرب عام‏1998!‏
التصنيف‏-‏ الذي تصدرته إسبانيا بطلة مونديال جنوب أفريقيا الأخير وتلتها
هولندا‏'‏ الوصيف‏'-‏ يعني ضمنيا أن مصر التي غابت عن المونديال كانت
بغيابها أفضل حالا من عدد كبير من الفرق التي شاركت في البطولة نفسها‏,‏
ليس لأن مصر سبق لها الفوز في عام‏2010‏ تحديدا علي أربعة منتخبات أفريقية
شاركت في المونديال وهي‏:‏ نيجيريا والكاميرون والجزائر وغانا‏,‏ ولكن لأن
عدم مشاركتها في أي مباريات دولية في شهر المونديال ساعدها علي‏'‏ تثبيت‏'‏
رصيدها من النقاط في التصنيف‏,‏ في الوقت الذي تراجعت فيه نقاط منتخبات
قوية كانت تسبق منتخب مصر في التصنيف‏,‏ وهي تحديدا فرنسا وإيطاليا‏,‏ وهو
ما ساعد علي تقدم مصر إلي المركز التاسع‏'‏ غير المسبوق‏',‏ كما يجب ألا
ننسي أن منتخب مصر سبق له الفوز في بطولة رسمية علي منتخب إيطاليا في بطولة
القارات‏,‏ علما بأن إيطاليا من بين المنتخبات العشرة الأوائل‏,‏ وهو ما
أعطي مصر نقاطا كبيرة ساعدته في احتلال مركز متقدم‏,‏ بل وتراجعت إيطاليا
إلي المركز‏11,‏ وتراجعت فرنسا إلي المركز‏21!‏
ونظرا لأنه لا توجد ارتباطات دولية في أنحاء العالم علي مدار شهر كامل‏,‏
فإن مصر ستحتفظ بمركزها المتقدم هذا علي الأرجح في تصنيف الشهر المقبل‏.‏
البعض يسأل‏:‏ هل هذا التصنيف منطقي؟ وكيف تتقدم مصر في التصنيف وهي لم
تلعب؟ وهل لهذا التصنيف أهمية؟ وكيف يتم احتساب النقاط لكل فريق في هذا
التصنيف؟
الإجابة باختصار أن التصنيف منطقي بل شديد الاعتماد علي المنطق لأنه يقوم
علي سلسلة من العمليات الحسابية المعقدة التي وضعتها مؤسسة متخصصة لحساب
الفيفا ومن تمويل شركة عالمية شهيرة‏,‏ والهدف هو تحديد قوة وتصنيف كل
منتخب علي مدار العام‏.‏ وبالنسبة لأهمية هذا التصنيف‏,‏ فيكفي القول إنه
تصنيف صادر عن الفيفا نفسه‏,‏ وهو الوسيلة الوحيدة والمعتمدة دوليا لتحديد
مدي قوة كل منتخب الفعلية بعيدا عن الحسابات الشخصية والأمزجة
والانطباعات‏,‏ ويكفي القول إن الفيفا يعتمد علي نتائج هذا التصنيف في
توزيع مجموعات تصفيات كأس العالم‏.‏
أما عن الطريقة فهي تقوم علي إعطاء نقاط لكل فريق بناء علي نتائج المباريات
الدولية سواء الرسمية أو الودية التي يلعبها كل منتخب‏,‏ ويدخل التصنيف كل
نتيجة حققها كل منتخب علي مدي أربع سنوات مضت‏,‏ ولكن تعطي نقاط أكبر
لأحدث النتائج بشكل تنازلي إلي الخلف وهكذا‏,‏ ولكن يتم إعطاء عدد أكبر من
النقاط في حالة الفوز في بطولة رسمية أو في مباراة رسمية أو خارج الأرض أو
علي منتخب متقدم في التصنيف‏.‏
ويوجد رصيد أكبر من النقاط للأهداف التي يتم إحرازها أو الأهداف التي تدخل
مرمي كل فريق‏,‏ وكذلك يوجد حساب للإنذارات والطرود‏,‏ وتوجد‏'‏ حسبة‏'‏
أخري للمنطقة‏,‏ بمعني أن فوز فريق إفريقي علي فريق أوروبي يعطي الفريق
الأفريقي عددا أكبر من النقاط فيما لو فاز الفريق الأفريقي علي فريق آسيوي
مثلا‏.‏
ومن أساسيات‏'‏ الحسبة‏'‏ أن يقوم الكمبيوتر المغذي بالمعلومات وطريقة
الحساب باحتساب أفضل سبع نتائج لكل فريق في العام ويعطيها رقما ثابتا لا
يقل أو يتغير إلا بعد مرور عام‏,‏ وينتهي مفعوله نهائيا بعد أربع سنوات‏.‏
ومن الأشياء المهمة أيضا التي يتم أخذها في الاعتبار مدي نجاح فريق في
تحقيق انتصارات متتالية في فترة زمنية قصيرة‏,‏ وكذلك نجاحه في تحقيق نسبة
انتصارات مرتفعة في عدد قليل من المباريات‏..‏ ولا يدخل في التصنيف بصفة
عامة نتائج مباريات الأندية أو منتخبات الفئات السنية الأخري ولا المنتخبات
النسائية‏,‏ ولا يتم الاعتبار أيضا بنتائج أو أداء محترفي كل دولة في
الأندية الأخري‏.‏
الموضوع معقد‏,‏ وما علينا إلا أن نعرف ترتيب منتخبات العالم في مطلع كل
شهر ونتعامل معه باحترام وتقدير مهما بلغت درجة دهشتنا من غرابة نتائجه
التي قد تكون لنا أو علينا‏,‏ فالتصنيف يحمل اسم‏'‏ الفيفا‏'‏ وهذا يكفي‏!‏