هل جزاء الاحسان الا الاحسان

ربما الكثير منا شعر بقسوة الاساءة خصوصا إذا كانت من جهة من لك عنده يد احسان ويفترض أن
يكون جزاءك منه من جنس احسانك ، هذا دارج في زماننا ربما وبكثرة فليس في ذلك غضاضة ..

الغريب أحبتي أن يكون احسانك هو الباعث الحقيقي للاساءة فقط ..
هو ذنبك الذي اقترفته ..
هو جريمتك ..
لولاه لما بدت العداوة ، ولما كانت الاساءة ..
وعلى حد قولهم: مالي عندك ذنب إلا أنني أحسنت إليك ..

كنت أعلل نفسي بتعاليل لا تطفئ الغليل رغبة في التخلص من هذه الفكرة لأنها ضد الواجب وتصطدم مع
الفطرة السليمة التي جبل عليها الانسان ، مع أنني عايشت من يتخذ هذه الفكرة مبدأ في حياته ..
لا أدري ماهو السبب ؟
فكل كلمة تصدر منك يرى أنها انتقاص له واستعلاء عليه .. لا تعجبوا ..
هكذا خسة الطبع .. والشعور بالنقص ..

وحين مررت على قوله تعالى ( وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله )
علمت حينها أن هذا الصنف موجود ..
وقفت طويلا أتأمل هذه الفطر المنتكسة ..
.. يا الله ..
كيف جعلوا من موضع الشكر موضع نقمة وانتقام ..
بل ان شئت فاقرأ قول الله ( وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون )

وصدق القائل حين قال : اتق شر من أحسنت إليه ..