الحكم في قضيه سرقه لوحه الخشخاش

قضت محكمة محكمة جنح الدقى فى جلستها يوم الثلاثاء، بالسجن ثلاث سنوات على محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، و10 آخرين وغرامة 10 آلاف جنيه لإيقاف التنفيذ فى قضية سرقة لوحة ''زهرة الخشخاش'' للفنان العالمى فان جوخ من متحف محمود خليل يو 21 أغسطس الماضي.

واستمعت المحكمة برئاسة المستشار أحمد الشهيدى في ثاني جلسة له بهذه القضية لأقوال المتهمين ومرافعة الدفاع الذي أكد على ضرورة ضم كل من وزير الثقافة فاروق حسنى وزير الثقافة، ومستشاره فاروق عبد السلام، وألفت الجندى إلى قائمة المتهمين فى القضية، كما استمعت أيضا إلى طلبات النيابة، وكان المستشار محمد عسر قد رأس الجلستين الأوليين من المحاكمة ثم أُحيلت القضية للنظر أما دائرة المستشار الشهيدي.

وعقب الحكم إنهار شعلان ودخلت أسرته فى بكاء شديد.. ومن بين المتهمين المحكوم عليهم كلا من ريم أحمد بهير مديرة متحف محمود خليل، وماريا بشاى وكيلة مديرة المتحف، وعلى أحمد ناصر أمين المتحف، وهويدا حسين موظفة بالشئون المالية والإدارية، ومحمود بسيونى مدير الإدارة الهندسية، وصبحى محمد إبراهيم مدير أمن المتحف، ومحمد محمود عبد البصير، وعادل محمد إبراهيم، وأشرف عبد القادر محمود، وعلاء منصور.

من جانبه قال الدكتور سمير صبري محامي رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة محسن شعلان إنه دفع الكفالة لموكله ومن المنتظر الإفراج عنه يوم الأربعاء من سجن مزرعة طرة، وأنه سوف يستأنف الحكم، مؤكداً على براءة موكله وثقته في نزاهة القضاء المصري.

كانت المحكمة استمعت فى الجلسة الماضية إلى أقوال العقيد أحمد عبد الظاهر، رئيس مباحث المتاحف بالإدارة العامة لشرطة السياحة الذى قرر توجهه إلى المتحف وإجراء معاينة فور الإبلاغ عن سرقة اللوحة، وتبين أن اللوحة تم قطعها من بروازها بآلة حادة.

وأضاف العقيد أنه تم التوصل إلى أنه سبق مخاطبة رئيس قطاع الفنون التشكيلية محسن شعلان، بحالة كاميرات المراقبة المتردية وتعطل أجهزة الإنذار بالمتحف ولم يتم اتخاذ أى إجراء، مشيرا إلى أنه كان يجب الإسراع فى عملية تطوير المتحف.

كما استمعت المحكمة لشهادة ألفت الجندى، رئيس الإدارة المركزية للشئون الإدارية والمالية بوزارة الثقافة التى أكدت أنها لا تستطيع وصف حالات الأمن داخل المتاحف، باعتبار أن هذا الأمر ليس من اختصاصاتها التى تنحصر فى الأمور المالية فقط.

وأشارت إلى أن مسئوليتها هى عمل موازنات للقطاع على اعتبارها تتولى إدارة الصرف، ولا تصرف أية مبالغ إلا من خلالها بمساعدة مراقب مالى، وأنها توفر الاحتياجات المالية التى تحتاجها المتاحف المختلفة، بعد أن يحدد المسئولون بالمتاحف قيمة هذه الاحتياجات لتعرضها هى على رئيس القطاع لاعتمادها.

وأكدت الشاهدة وجود بند فى الموازنة يتعلق بصيانة المتاحف، مشيرة إلى أنها لم تصرف خلال فترة عملها أى مبالغ لصيانة متحف محمود خليل، وأنها أرسلت لرئيس القطاع احتياجات الأنظمة الأمنية بالمتاحف بشكل عام، وتم تخصيص نصف مليون جنيه لتطوير هذه الأنظمة طبقا للأولويات، ووافق رئيس القطاع وأرسلت بدورها للإدارة الهندسية ومدير عام الأمن ورئيس الإدارة المركزية بالمتاحف، فوافق على تخصيص المبلغ وتم إرساله للمتحف المصرى الحديث وقصر الفنون.

وسُرقت لوحة "زهرة الخشخاش" الشهيرة لفان جوغ (1853 – 1890) يوم 21 أغسطس الماضي من متحف محمد محمود خليل في القاهرة حيث تُعرض مع أعمال تشكيلية عالمية اقتناها في مطلع القرن الماضي الباشا المصري الذي حولت الدولة قصره متحفاً.

وتقدّر قيمة اللوحة التي رسمها فان جوغ سنة 1887 بنحو 50مليون دولار، وهي من اللوحات ذات الحجم المتوسط (54سم/ 53 سم).

وحمّل النائب العام في مصر عبدالمجيد محمود المسؤولية الى ضعف الإجراءات الأمنية في المتحف. وأثار خبر السرقة صخباً في الأوساط الثقافية التي اعتبرت ذلك تقصيراً في الحفاظ على الكنوز الثمينة، داعية الى محاسبة المسؤولين وعلى رأسهم الوزير.